يقول قارئ: منذ عام تعرضت لثمانى جلسات كهربائية وبعدها تحسنت حالتى تماما. هل العلاج الكهربائى سوف يسبب لى أعراضا جانبية أو هل أخطأ الطبيب فى وصف هذا العلاج؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلة:
عكست بعض الأفلام السينمائية صورة وحشية تجاه العلاج بالصدمات الكهربائية، والذى يعد أسلوبا طبيا متميزا، قد يصبح الخيار المفيد والأمن أمام الطبيب النفسى.
والعلاج بالصّدمات الكهربائيّة هو أحد أنواع العلاج غير الدوائى المستعمل فى علاج بعض الأمراض النفسية. ولتصحيح المفاهيم المغلوطة عن هذا النوع من العلاج، فى أنه يتم تمرير تيار كهربائى لا تتعدى 50 مايكروفولت، ولمدة تتراوح ما بين 2- 3 ثوان فقط من خلال قطبى الجهاز وهى مربوطة بجبهة المريض، ويتطلب العلاج بالصدمات إلى تخدير المريض تخديرا عاما قبل القيام بالجلسة وعندها ينام المريض نوما عميقا ثم توضع قطبى الجهاز على جبهة المريض ثم تحدث هزة بسيطة مما يؤدى إلى ضبط إيقاع المخ.
ويستخدم الأطباء الصدمات الكهربائية فى علاج الحالات التالية:
-الكآبة الشديدة التى لم تتحسن بالعلاج الدوائى والعلاج النفسى.
- الكآبة الشديدة المصحوبة بأفكار جدية بالانتحار، حيث لا يمكن الانتظار فترة طويلة لبدء مفعول الأدوية التى عادة ما تستغرق 4- 6 أسابيع.
- تحسين أعراض الهوس فى مرض المزاج الثنائى القطب للسيطرة السريعة على تصرفات قد تعرض حياة المريض أو المحيطين به إلى خطر نتيجة التصرفات الطائشة للمريض.
- حالات الكآبة الشديدة التى لا يمكن استعمال الأدوية المضادة للكآبة بسبب أضرارها الجانبية منها على سبيل المثال الأم الحامل فى الشهور الأولى، حيث يعتبر العلاج بالصّدمات الكهربائيّة أفضل من الأدوية التى تكون عادة ذات تأثير سيئ على الجنين.
- حالات ما يسمى بالتخشب، حيث يفقد المريض لأسباب نفسية القدرة على الحركة أو يتثبت بمكانه لساعات طويلة بدون أية حركة ويحدث هذا فى بعض أنواع الفصام أو الكآبة الشديدة.
وأهم الأعراض الجانبية لهذا النوع من العلاج هو فقدان الذاكرة لفترة قصيرة لأحداث جرت قبل وبعد الصدمة الكهربائية بدقائق أو ساعات.
-المانع الوحيد علميا من استعمال هذا النوع من العلاج هو وجود ارتفاع فى الضغط الداخلى للدماغ نتيجة الأورام أو جلطات القلب الحديثة.
وتوضح الدكتورة هبة عيسوى أن العلاج بالصدمات الكهربائية له تأثير إيجابى وسريع فى ما يقارب 70% من المصابين بالاكتئاب ويستخدم بفاعلية الآن فى أكثر الدول تقدما من الناحية الطبية.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع